Скачать с ютуб مشاهد حديثة مفرحة تكشف أن الصمان يعود سريعا إلى ربيع الحياة البرية والجمال السابق بعد سنين التصحر! в хорошем качестве

مشاهد حديثة مفرحة تكشف أن الصمان يعود سريعا إلى ربيع الحياة البرية والجمال السابق بعد سنين التصحر!

هذا المشاهد من أجمل المظاهر المفرحة التي صورتها أمس "أوائل يناير عام 2024م" في الصمان. وكان مثلُها مفقودا خلال عشرين سنة مضت! نرى في هذه المنخفضات وفي بيئة صحراوية من السعودية أنها عادت سريعا إلى حياة برية حيّة جميلة غنية بأسرع مما يتصوّر أكثر المتفائلين الذين عايشوا ما أصاب الصمان في السنين الأخيرة من تدهورٍ مخيف وتحولِه إلى واحد من نماذج التصحر السيئة. كانت صحراء الصمان مميزة ومشهورة بكثرة منخفضاتها من الروضات والخباري والفياض التي كانت تحضن أشجار السدر البري المعمرة وبكثافةٍ ملفتة. لكن زاد عليها طوال عشرين سنة مضت استنزاف وجور وإهلاك بسبب الرعي الجائر، حتى انتهت المنخفضات قبل ثلاثة أعوام إلى منطقة شديدة التصحر، فكل شجرة سدر فيها صارت أعوادا ميتة أو تنتظر الموت مثلما تشاهد في الفيديو من المشاهد التي احتفظت بها في أرشيفي وكنت صورتها في أوقات متفرقة خلال العشرين سنة الماضية، حتى أني كنت أشاهد تعاقب هطول الأمطار وكثرة المستنقعات تحت الأشجار لكن كانت تبقي ميتة، وكان بعض المنتفعين من بعض أصحاب المصالح الخاصة من ملاك المواشي الذين يتركون قطعان الإبل والأغنام والماعز ترعى رعيا جائرا بدون ضوابط مرددين أو مروجين مقولات غير واقعية في محاولة إخفاء الحقيقة، فيزعمون أن التدهور بسبب الجفاف أو قلة الأمطار أو أمراض أصابت أشجار السدر. لكن المشهد الآن تغير تماما مثلما ترى في هذه التصوير الحديث الذي يوافق مرور أقل من ثلاثة أعوام من تطبيق الحماية وتحويل صحراء الصمان إلى محمية طبيعية، وهذه الحياة الجميلة نمت بدون أي عمليات استزراع ولا نثر بذور نباتات ولا ري وسقاية ولا برامج إعادة تأهيل بيئي للأماكن المتدهورة. فحقيقة الأمر أن الذي حدث أن مساحة واسعة من الصمان صارت جزءا من محمية الملك عبدالعزيز الملكية قبل أقل من ثلاثة أعوام وتم منع الرعي فيها. ثم دبت الآن الحياةُ بالتدريج في كثيرٍ من منخفضات صحراء الصمان وبخاصة في المنطقة الشماليه الغربية منه؛ بحيث أن أعواد أو جذوع أشجار السدر التي كانت عاريةََ أو ميتةََ صارت الآن تكسو نفسَها بنفسها بالخضرة فتورقُ وتزهرُ وتثمرُ. وكثرت نموات الشجيرات جديدة وبغزارة من بذور الأشجار الأمهات في حين لم تكن تعطى قبل الحماية فرصة للنمو والحياة لأنه يتم رعيها أولا بأول قبل أن يكتمل نموها وتكبر. الذي يحدث الآن يؤكد أن شجرةُ السدر البري تستحق الوصف بأنها "ملكة الأشجار في البيئة الصحراوية بلا منازع" في شدة تحملها قسوة المناخ وشح الأمطار وشدة البرد أو الحر. في قادم الأيام لا خوف من شبح التصحر في الصمان لأن الأشجار ستبقي مستقبلا مع استمرار الحماية تزدهر وتورق وتثمر موسميا حتى لو لم تهطل الأمطار على مدار العام لأن أشجار السدر البري مباركة صبورة متكيفة مع بيئتها الصحراوية الجافة المتقلبة. إن جود الأشجار المعمرة كالسدر والعوسج ونماءها في الصمان هو المظهر الأهم، فهي كالأم الحاضنة الحانية التي سيؤدى نموُها وانتشارُها إلى أن ازدهار حياة أخرى من المخلوقات البرية من الطيور والأحياء الفطرية، فهي مخلوقات فطرية تحيى بوجود الأشجار لأنها تألفها وتسكنها وتتغذى منها. وهكذا ندرك أن أي بيئة صحراوية حتى لو كانت متهمة بالجفاف أو قلة الأمطار فإنها غنية ثرية معطاءة جميلة تحيى وتزدهر إذا تم إبعاد أخطاء الممارسات البشرية لأن الصحاري بمكوناتها النباتية تبقى في حقيقتها هشة لا تتحمل شدة الضغط والممارسات البشرية الخاطئة والاستنزاف والجور.