Скачать с ютуб قرية القُرية - رحلة إلى مساجد البحرين в хорошем качестве

قرية القُرية - رحلة إلى مساجد البحرين

قرية بحرينية تقع جنوب بني جمرة وغرب المرخ وشمال الجنبية، هي قرية القُريَّة وتعني القرية الصغيرة لم تعد صغيرة الآن بعد ان تمددت احياءها ، وصلت اليها في ذكرى اربعينية الامام الحسين. حول اطراف القرية تحط احياء جديدة مقبلة على البناء والتعمير ومساحات مهملة من الرمال التي نبتت عليها الحشائش و قليل من الاشجار. قريبا اكثر للقرية حطت المقبرة التي بدت اشبه بدوحة خضراء تحتضن الكثير من القبور القديمة والحديثة رحت تقرأ الفاتحة على الارواح الراقدة تحت التراب والرياح الدافئة تهب على الارض الخضراء ذات القبور تحمل تغريد الطيور وصوت الخطيب ناعيا الحسين عليه السلام. قيل في الأخبار ان قرية القُريَّة في ما مضى من القرون كانت عامرة كثيرا بالسكان ولكن لأن شيئا لا يدوم تضائل حجمها فكانت قبل مئة عام تحوي الف نخلة و خمسون بيتا من السعف للبحارنة الذين يعمل كثير منهم في نسيج اشرعة السفن. في داخل القرية رأيت الاطفال والصبية والكبار يلبسون السواد و يعمرون الاحياء، وهناك حي خاص يسمى فريق الجنبية وهو محل نزوح بعض اهل قرية الجنبية المجاورة وفيه مسجد الجنبية و مأتم الجنبية ، اوقفت سيارتك في ساحة ترابية تنمو فيها النخيلات ويلعب فيها الصبية كرة القدم والخطيب في مأتم السيد ماجد ينشد اخر ابيات النعي الحزين، انتهى النعي وخرج الناس شيئا فشيئا الى الساحات، بقيت مقابل المأتم تحدق في شجرة ضخمة قديمة بحجم مبنى مقصوصة الأوراق من الاسفل تتظلل بها سيارات كثيرة. وفي شرق القرية مسجد المقبرة وفيه جلسة خارجية قد اجتمع فيها الرجال، تمشي اكثر بين البيوت، ترى محرابا ناتئا من مسجد قديم غير مرمم وحوله تراب في مستوى مرتفع عن الشارع بدى كأنه اثار قديمة، ذلك كان مسجد الشيخ عيد ، دخلت الى فناءه تحثو الخطى الى الداخل، ووجدت فيه السكينة والنور كما وجدتها في كل مسجد قديم في بلادك. بدت القُريَّة تراثية وجميلة. البيوت غير مكتظة حيث هناك متسع من الاراضي الرملية التي تنمو عليها الاشجار والنخيلات المنحنية، و هناك كثير من البيوت القديمة المبنية متناثرة في انحاء القرية الساكنة في هدوء. وعند غرب القرية وقفت على اطلالة القُريَّة على شارع الجنبية، لوحة خضراء كتب عليها القُريَّة تقف بين نخيلات عريقة سمراء، بقت هناك تبعث الأمل في العابرين على الشارع المنشغلين بتفاصيل حياتهم من آلام وآمال كلما دارت شمس أو اشرق وجه صباح. يؤذن مسجد الإمام الحسن المطل على شارع الجنبية بصلاة المغرب، كبير جميل بسجاده الأحمر وروحاني، يقدم المصلون لابسي السواد شيئا فشيئا .. يصلون فرادى ، تمتلئ الرحمات في الفضاء المسجدي، تصلي وتغادر، تمشي في هدئة الليل الساكن بزرقة السماء وحفيف الاشجار وانوار السيارات المتجولة في الاحياء الضيقة العتيقة، وتصل الى مسجد في قلب القرية، هو المسجد الوسطي أو مسجد السيد ماجد ، فمن يا ترى يكون السيد ماجد الذي اسس مسجدا ومأتما قبل اكثر من مئة عام ، ان الخير العميم يبقى ويمتد عبر الاجيال، فها هو المسجد عامر بالمصلين ، في مقدمتهم وقف شيخ ذو عمامة بيضاء اماما ، تجلس هادئا على جانب الجدار كما المصلين جالسين في سكون وتذلل للخالق الرحيم. اللهم تباركت انت العزيز الجبار وتعاليت انت الغفور الشكور ، سبحانك اني كنت من الظالمين ، اغفر لي ولوالدي ولعبادك المؤمنين، الهي يا واهب النعم ، يا باسط اليدين بالعطاء ، اسألك ان تصل على محمد وال محمد وان تكتب لعبادك خير الدنيا والآخرة. تغادر المسجد وتمضي الى حيث خلفت سيارتك في الساحة الترابية التي اظلمت، مضيت تعبر الاحياء الهادئة التي لم تخلو من الرجال العابرين و الملتقين على الخير والمحبة، ودعت قرية سعيدة تحمل عبق الماضي وتراثه، وتمنيت لهم التوفيق والسعة في الرزق، والسلامة في الدين والدنيا ، وكذلك كل اهل هذا الوطن الغالي السعيد.